Wednesday, July 28, 2010

الماء المسحور

يحكى انه فى قديم الزمان عاش رجل كريم هو وزوجته الطيبه فى قرية هادئة مسالمة وانجب الرجل صبيان حسنا الهيئة رزقهما الله بحسن الخلق والطباع 
ومرت السنوات والسنوات وترعرع الصبيان فى كنف والدهما الكريم وبعد حين لبى الاب نداء ربه ولحقت به الام بعد قليل وتغير حال الاخوة بعد ان تمتعوا بوالدهم الحازم العطوف وامهم الحنونة الى ان اصبحوا يعيشون بمفردهم 
وبعد فترة قصيرة بدأ الاخوة يتشاجرون من آن لأخر على اتفه الاسباب وبدأ اهل القرية يتحدثون عن تغير الاحوال ولان الاب احسن فى تربية الولدان
اتجه اصغرهم الى حكيم القرية وهو رجل مسن اعترك الحياة ورأى وسمع وفهم وعاش بين الناس ينصحهم ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر 
قال له الشاب : يا سيدى هذا هو حالى واحوالى وانى احب اخى واقدره ولكنى لا استطيع تجنب خلافى معه من وقت لآخر
أجابه الحكيم : انها مشكلة عويصة يابنى ولكن لا تقلق فان الله جعل لكل داء دواء ودواء مشكلتك عندى ان شاء الله
اجاب الولد بلهفة : ان اخبرنى به جزاك الله خيرا
ذهب الشيخ واحضر قارورة صغيرة من الزجاج بها سائل شفاف يشبه الماء واعطاها للشاب فى يده وقال له هذا الذى بين يديك يا بنى هو الماء المسحور الذى يقضى على اسباب اى خلاف بين الاحباء والاصدقاء
أجاب الشاب : كيف استعمله يا سيدى
أخبره الشيخ : قم بأخذ جرعة صغيرة منها فى فمك اذا احسست ان الحديث بينك وبين اخيك قد أحتد واجعلها فى فيك لمدة دقيقة واحدة ثم ابتلعها وعندها ستجد ان الامر الذى قد تختلفون عليه قد زال.
فرح الشاب جدا ودعا للشيخ واخذ قارورته واتجه لبيته وبعد يومين حدثت مشادة بينه وبين اخيه فاخرج قارورته فورا ووضع شربة منها بفمه وظل صامتا طالما الماء بفمه ثم ابتلعه فوجد أخيه قد صمت هو الاخر لما رأى صمته وعدم رده عليه الكلمة بالكلمة
 عندها أدرك الولد الذكي ماذا اراد الشيخ ان يخبره عندما اهداه الماء الذى اطلق عليه لفظ المسحور وان ما اراد ان يقوله فعلا هو ان كثير من الاشياء لا تستحق ان نختلف عليها ان تروى احدنا دقيقة واحدة قبل ان يتكلم فيها