يحكى انه فى قديم الزمان عاش رجل كريم هو وزوجته الطيبه فى قرية هادئة مسالمة وانجب الرجل صبيان حسنا الهيئة رزقهما الله بحسن الخلق والطباع
ومرت السنوات والسنوات وترعرع الصبيان فى كنف والدهما الكريم وبعد حين لبى الاب نداء ربه ولحقت به الام بعد قليل وتغير حال الاخوة بعد ان تمتعوا بوالدهم الحازم العطوف وامهم الحنونة الى ان اصبحوا يعيشون بمفردهم
وبعد فترة قصيرة بدأ الاخوة يتشاجرون من آن لأخر على اتفه الاسباب وبدأ اهل القرية يتحدثون عن تغير الاحوال ولان الاب احسن فى تربية الولدان
اتجه اصغرهم الى حكيم القرية وهو رجل مسن اعترك الحياة ورأى وسمع وفهم وعاش بين الناس ينصحهم ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر
قال له الشاب : يا سيدى هذا هو حالى واحوالى وانى احب اخى واقدره ولكنى لا استطيع تجنب خلافى معه من وقت لآخر
أجابه الحكيم : انها مشكلة عويصة يابنى ولكن لا تقلق فان الله جعل لكل داء دواء ودواء مشكلتك عندى ان شاء الله
اجاب الولد بلهفة : ان اخبرنى به جزاك الله خيرا
ذهب الشيخ واحضر قارورة صغيرة من الزجاج بها سائل شفاف يشبه الماء واعطاها للشاب فى يده وقال له هذا الذى بين يديك يا بنى هو الماء المسحور الذى يقضى على اسباب اى خلاف بين الاحباء والاصدقاء
أجاب الشاب : كيف استعمله يا سيدى
أخبره الشيخ : قم بأخذ جرعة صغيرة منها فى فمك اذا احسست ان الحديث بينك وبين اخيك قد أحتد واجعلها فى فيك لمدة دقيقة واحدة ثم ابتلعها وعندها ستجد ان الامر الذى قد تختلفون عليه قد زال.
فرح الشاب جدا ودعا للشيخ واخذ قارورته واتجه لبيته وبعد يومين حدثت مشادة بينه وبين اخيه فاخرج قارورته فورا ووضع شربة منها بفمه وظل صامتا طالما الماء بفمه ثم ابتلعه فوجد أخيه قد صمت هو الاخر لما رأى صمته وعدم رده عليه الكلمة بالكلمة
عندها أدرك الولد الذكي ماذا اراد الشيخ ان يخبره عندما اهداه الماء الذى اطلق عليه لفظ المسحور وان ما اراد ان يقوله فعلا هو ان كثير من الاشياء لا تستحق ان نختلف عليها ان تروى احدنا دقيقة واحدة قبل ان يتكلم فيها
1 comment:
Post a Comment