Saturday, October 2, 2010

التركة الغالية

يحكى والله اعلم أنه عاش فى قديم الزمان رجل ثري👴🏽 أسمه حسان ..وهبه الله المال والجاه .. ووهبه كذلك ولد اسمه أيمن🧑🏻 احسن الرجل تربيته وعلمه من شئون دينه ودنياه .. وظل يفعل جاهدا الى ان احس بقرب اجله ومنتهاه ... وكان من بين ما كان يشغل فكر حسان👴🏽 أن ولده أيمن🧑🏻 قد نشأ فى الرخاء والدعة ولم يعرف أن للحياة وجهًا آخر ولم يُقدر لسعة عيشه قيمة الثراء💰 وفضل النعمة وفكر الرجل فى سبيل يعلم به ولده الوحيد قيمة المال💰 وكيف ينفقه فى وجه انفاقه الصحيح وعلى الطريقة التى يرضى عنها الله .. ولما كان المرض شديد وايقن حسان👴🏽 أنه منتقل الي الرفيق الأعلي لا محالة...استدعى اقرب اخوته اليه وقال له فى وهن .. يا أخى انت تعلم ان ولدى ايمن🧑🏻 هو احب من فى الارض الى قلبى .. وانت اكثر من يفهمنى فى هذه الدنيا .. سأجعلك وصيا على تركتى حتى يخبرك ايمن🧑🏻 باجابة هذه الامور الثلاثة.. اجاب الاخ فى حزن .. قل ما شئت يا حسان فانا رهن اشارتك.. قال حسان👴🏽: اريده ان يعرف ما هو اشهى طعام🍲 على وجه الارض .. وأفضل مكان للنوم🛌🏻 على وجه الارض .. وكيف يكون له فى كل بلد منزل🏘 ومحل .. ابتسم الاخ الحكيم ونظر لاخيه وهو يؤكد انه قد فهم ما يعنيه واخبره .. أحسنت يا اخى .. ان أيمن🧑🏻 ان عرف أجابة هذه الاسئلة عرف قيمة ما سينعم عليه الله من النعم .. وبعد وقت قصير وافت حسان👴🏽 منيته وجاء أيمن🧑🏻 الى عمه ووصيه لكى يدفع له تركته ... أخبره العم بما كان بينه وبين والده .. أكفهر وجه الشاب قليلا وقال وكيف يمكننى الاجابة على هذه الاسئلة التى ليس لها اجابة .. فلن اعرف ابدا اشهى اطعمة الارض🍲 لان اشهاها لى ليس بالضرورة اشهاها لك و كذا النوم🛌🏻 فما قد يريحني قد لا يريح غيري وكيف بالله سيكون لى بكل بلد بيت 🏠وانا لست ملك🤴🏻 البلاد ... ابتسم العم وقال هى وصية والدك وعلى ان انفذها وعليك انت ايضا ذلك ... خرج أيمن🧑🏻 من البيت وقال لعل الله يلهمنى طريق الصواب ومشى فى اتجاه بلدة🏘 قريبة يعيش بها صديق👳‍♂ من اقرب اصدقاء والده لعله يرشده لاجابات تلك الاسئلة .. حينما وصل رحب به الصديق👳‍♂ جدا فاخبره أيمن🧑🏻 بالموضوع الذي جاء من أجله .. ابتسم الشيخ وقال لعل الاجابة لدى يا ولدى لكنى افضل ان تعرفها انت بنفسك .. والان يابنى ماذا قررت .. قال ساجوب البلاد ⛰المحيطه علنى اجد اجابة لاسئلتى .. فوجىء ايمن🧑🏻 بالشيخ👳‍♂ يخبره عن رغبته فى ان يصطحبه فى الرحلة ... رحب ايمن🧑🏻 به وانطلقوا سويا...وفى طريقهم للبلدة🏘 التالية اخبر ايمن الشيخ برغبته فى ان يشتروا طعاما🍲 .. فهو يعرف فيها مكان جيد يبيع الطعام🍲 .. قال الشيخ👳‍♂ نشترى من القرية🏘 التى تليها .. وبالفعل مروا دون ان يشتروا شيئا .. ولكن الشيخ قابل صديقا له اصر على استضافته .. لكنه اخبره برغبته فى استكمال المسير لأمر هام .. وعند البلدة 🏘التالية اخبر أيمن🧑🏻 رفيقه الشيخ👳‍♂ بانه لم يعد يقوى على الجوع .. وانه يرغب فى شراء الطعام🍲 الآن .. اجابه الشيخ بأن يصبر حتى البلدة 🏘التالية .. وبرغم من أن اصدقاء الشيخ ارادواه ان يبيت ليلته فى هذه القرية .. الا انه استكمل طريقه مع أيمن حتى بلدة اخرى .. عندها نزل الشيخ👳‍♂ الى مكان متواضع يصنعون فيه الخبر🥖 .. فاشترى رغيفين🥖🥖 .. واستعار من اهل المكان حفنة من الملح .. بمجرد ان رأى أيمن الخبز 🥖والملح🧂 هرع اليهم وانطلق يأكل الخبز بالملح وبعدها اخبر الشيخ👳‍♂ انه فى منتهى التعب والارهاق.. أخبره الشيخ انهم بعد قليل سيدخلون البلدة🏘 القادمة .. قال له أيمن🧑🏻 لم اعد احتمل فقد بلغ بي الأرهاق مبلغه.. سانام😴 هاهنا تحت هذه الشجرة🌳 .. وبالفعل فرد عبائتة🧥 وانغمس فى نوم عميق😴...عندما انبلج الفجر🌅 قام الشاب النشيط من النوم ووجد الشيخ👳‍♂ قد توضىء واستعد ليصلى توضىء هو الاخر ووقف جواره .. صليا الفجر ..وبعد الصلاة .. ارتسمت ابتسامة واسعة على وجه أيمن🧑🏻 .. سأله الشيخ👳‍♂ بابتسامة مماثلة .. أراك ادركت حل الاسئلة الثلاث .. رد أيمن بالايجاب وقبل رأس الشيخ👳‍♂ وانطلق مسرعا الى بلدته🏘 .. ودخل على عمه الامين وقال له .. ادركت يا عمي معنى اسئلة والدي الثلاث .. فأشهى الطعام🍲 هو ما تأكله وانت جوعان .. حتى وان كان الخبز🥖 والملح .. وافضل النوم😴 هو نوم المتعب مهما كان الفراش🛌🏻 ...وبناء بيت🏡 فى كل بلد🏘 هو اتخاذ صديق يسره استضافتك فى كل مكان تذهب اليه .. فرح العم الامين وقال لأيمن🧑🏻 غفر الله لابيك الذى احسن تربيتك .. واعطاه ما تركه له اباه من مال وهو يعلم انه تعلم الان كيف يحافظ عليه وينميه فى طاعة الله.

القرش فى الطاقة

يحكى والله أعلم أنه كانت هناك سيدة عجوز👵🏽 كبيرة السن مليحة الملامح أعتادت أن تجلس فى صحن بيتها الريفى🏠 ولكبر سنها فلم تكن تحتاج أن تتحرك كثيرًا فهي تبقي ما تحتاجه من اغراض فى متناول يديها في بيتها🏠 الذي هو آية فى البساطة أعلي بابه المتواضع🚪 فتحة يسميها الناس "طاقة" .. وهي تجلس علي  كنبة طولية🛋  تستخدمها للجلوس والنوم وعلى الأرض امامها "طبلية" ذات أربعة ارجل تستخدمها لاعداد الطعام🍲 وتجهيزه وتناوله بالاضافة للفرن واغراض اخرى .. جلست السيدة العجوز👵🏽 الطيبة على الكنبة🛋 فى صحن دارها الريفى فزارتها جارتها الشابة الجميلة اليافعة .. ألقت عليها التحية وقالت: السلام عليكم يا جارتى العزيزة .. جئت لك فى طلب وارجو الا تردينى .. ابتسمت العجوز👵🏽 وقالت : أهلا بك تفضلى يا جارتي ما هو طلبك ..قالت اليافعة: اريد منك قرشًا على سبيل السلف، ارده حين يمكننى ذلك .. لم تفارق شفتا العجوز👵🏽 ابتسامتها وهى تشير لجارتها على "الطاقة" التى تعلو الباب🚪 وقالت: فضلا يا جارتى مدي يديك🤚🏼 الى تلك الطاقة ستجدين هنالك قرشا خذيه .. فرحت الجارة ومدت يدها🤚🏼 وبالفعل وجدت القرش حيثما اشارت العجوز👵🏽...مرت الايام وبعد اسبوع📆 عادت اليافعة وقالت : هاهو القرش يا جارتى العزيزة، اشارت العجوز👵🏽 الى ذات "الطاقة" التى فوق الباب🚪 وقالت: فضلا ضعيه فى ذات المكان.. بعد يوم او اثنين .. عادت الجارة تقترض قرشا وحدث ما حدث فى المرة السابقة اشارت العجوز 👵🏽الى "الطاقة" ومدت اليافعة يديها واخدت القرش ومرت ايام وعادت اليافعة مرة اخرى للعجوز👵🏽 وقالت: سيدتى اريد قرشا على سبيل السلف .. فأشارت العجوز👵🏽 "للطاقة" فوق الباب مدت اليافعة يديها🤚🏼.. لكنها لم تجد شيئا ..فقالت: لا يوجد هنا شيئا .. اتسعت ابتسامة العجوز 👵🏽وقالت: لو كنت رددتيه لكنت وجدتيه .. فهمت الجارة اليافعة وخرجت بدون ان تنطق بكلمة.

Tuesday, August 10, 2010

الحلوى المغلفة


استمتعت دائما بأوقاتى فى فصلى الدراسى مع زميلاتى الفتيات وقضينا أجمل الاوقات نلعب العابنا الراقية ونتعلم مع معلمتنا التى احتفظ لها فى نفسى بالكثير من الذكريات الرائعة
ومن بين هاته الذكريات يوم جائتنا وسالتنا عن رغبتنا فى ارتدائنا الحجاب عندما يحين الوقت المناسب... حينها أخذت الفتيات تهمهم بالكلمات بدون ان نتبين فعلا رأى ما... وعندها قالت معلمتنا اننا سنترك السؤال للغد ولكن يجب على كل منا ان تحضر معها يوم غد قطعة من البنبون المغلف وعندها سنجيب عليه ان شاء الله
جلست فى ليلتى تلك وانا من بين صديقاتى ارتدى الحجاب منذ كان سنى خمسة سنوات ولم ارتديه الا لاشابه امي أفكر هل فعلا ارغب فى ان ارتدى الحجاب عندما يحين الوقت المناسب ام لا ودارات رأسى بالافكار فنمت... وفى الصباح ذهبت وصديقاتى مِن مَن يقطن بجوارى الى مدرستنا القريبة سيرا على الاقدام... ولم انس ان اذكر امى بقطعة البونبون التى طلبتها منا المعلمة فى الامس فمررت فى طريقى على بائع الحلويات واشتريت القطعة المغلفة... كذلك فعلت كل زميلاتى فى فصلى الدراسى
بعد قليل طلت علينا المعلمة ووقفنا جميعنا احتراما لها وتقديرا وبعدما جلسنا سألتنا فى هدوء هل احضرت كل منكم قطعة الحلوى المغلفة وكنا قد فعلنا جميعا ما عدا طالبة او اثنين نسيتا احضارها فأخرجت من حقيبتها كيس من الحلوى المغلفة وقالت وانا احضرت الحلوى مثلكم جميعا - ثم جمعت المعلمة الحلوى فى طبق كبير وتوجهت الى مقدمة الفصل... واعطتنا ظهرها للحظات ثم عادت تمر بين الصفوف وتطلب من كل واحدة منا ان تاخذ من الطبق واحدة
لدهشتنا جميعا رأينا بعض الحلوى ليست مغلفة وبالرغم من اننا جميعا نعلم ان معلمتنا هى التى فكت عنها الغلاف الا اننا بالرغم من ذلك لم نأخذ الا الحلوى المغلقة فقط وبعد قليل بعدما اخذت كل منا قطعة حلوى مغلفة وضعت المعلمة امامنا الطبق وقد رأينا انه ولا واحدة منا قد اخذت قطعة من الحلوى المفتوحة
سألتنا المعلمة فى تأن هل تعلمون لما اخترتم الحلوى المغلفة وعافت انفسكم المفتوحة رغم انكم قد تكونون رأيتموها وهى تفتح -أتدرون لماذا لأن الله خلق هذا الطبع فى النفس البشرية السوية التى تحب ما احل الله وتعاف نفسها ما حرمه
ففطن معظمنا الى نصيحة معلمتنا التى ارادت ان تخبرنا فيها ان صن انفسكن يتهافت عليكن الناس لعفتكن وطهارتكن.

Wednesday, July 28, 2010

الماء المسحور

يحكى انه فى قديم الزمان عاش رجل كريم هو وزوجته الطيبه فى قرية هادئة مسالمة وانجب الرجل صبيان حسنا الهيئة رزقهما الله بحسن الخلق والطباع 
ومرت السنوات والسنوات وترعرع الصبيان فى كنف والدهما الكريم وبعد حين لبى الاب نداء ربه ولحقت به الام بعد قليل وتغير حال الاخوة بعد ان تمتعوا بوالدهم الحازم العطوف وامهم الحنونة الى ان اصبحوا يعيشون بمفردهم 
وبعد فترة قصيرة بدأ الاخوة يتشاجرون من آن لأخر على اتفه الاسباب وبدأ اهل القرية يتحدثون عن تغير الاحوال ولان الاب احسن فى تربية الولدان
اتجه اصغرهم الى حكيم القرية وهو رجل مسن اعترك الحياة ورأى وسمع وفهم وعاش بين الناس ينصحهم ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر 
قال له الشاب : يا سيدى هذا هو حالى واحوالى وانى احب اخى واقدره ولكنى لا استطيع تجنب خلافى معه من وقت لآخر
أجابه الحكيم : انها مشكلة عويصة يابنى ولكن لا تقلق فان الله جعل لكل داء دواء ودواء مشكلتك عندى ان شاء الله
اجاب الولد بلهفة : ان اخبرنى به جزاك الله خيرا
ذهب الشيخ واحضر قارورة صغيرة من الزجاج بها سائل شفاف يشبه الماء واعطاها للشاب فى يده وقال له هذا الذى بين يديك يا بنى هو الماء المسحور الذى يقضى على اسباب اى خلاف بين الاحباء والاصدقاء
أجاب الشاب : كيف استعمله يا سيدى
أخبره الشيخ : قم بأخذ جرعة صغيرة منها فى فمك اذا احسست ان الحديث بينك وبين اخيك قد أحتد واجعلها فى فيك لمدة دقيقة واحدة ثم ابتلعها وعندها ستجد ان الامر الذى قد تختلفون عليه قد زال.
فرح الشاب جدا ودعا للشيخ واخذ قارورته واتجه لبيته وبعد يومين حدثت مشادة بينه وبين اخيه فاخرج قارورته فورا ووضع شربة منها بفمه وظل صامتا طالما الماء بفمه ثم ابتلعه فوجد أخيه قد صمت هو الاخر لما رأى صمته وعدم رده عليه الكلمة بالكلمة
 عندها أدرك الولد الذكي ماذا اراد الشيخ ان يخبره عندما اهداه الماء الذى اطلق عليه لفظ المسحور وان ما اراد ان يقوله فعلا هو ان كثير من الاشياء لا تستحق ان نختلف عليها ان تروى احدنا دقيقة واحدة قبل ان يتكلم فيها