قالت هذه العبارة ومدت يدها
تمسك بيدي وهنا داهمتني رؤيا اخري.. رأيت نفسي في جسد شمندي اتحدث في
الهاتف صارخًا في امرأة ما وتبينت الكلمات التي كنت اقولها بوضوح.. ستأتين بإرادتك
او رغمًا عنك انت تعرفين أني أستطيع ان أُحيل حياتكم جحيمًا.. وفجًاءة داهمني صداع
عنيف وانقطع الصوت في خضم الضوضاء افقت بعد ثوان ورأسي على رجلي لولا وهي تدلك جبهتي..
وبمجرد أن فتحت عيني طفرت دمعة من عينيها وهي تقول
- حمدا لله أنك بخير يا
ألهي لقد أخفتني للغاية..
ابتسمت لها مطمئنا وقلت فى
وهن
- لو كنت أعرف أن اصابتي
بتلك النوبة ستجعلني قريب منك هكذا كنت فعلتها منذ زمن..
ابتسمت بدلال وهي تزيحني
برقة من فوق رجليها فاقتربت منها أكثر والتففت على جانبي مغمضا عيني معلنا رغبتي في
النوم في الجنة.. ضحكت ضحكة قصيرة مفرحة وقالت..
- محمد لنتكلم جديًا قليلا
قاطعتها قائلا..
- قبل الكلام عن الجدية
وغيرها لولا هل تشعرين نحوي بما اشعر به نحوك..
ابتسمت وهي تتعجب من سطحية سؤالي
وقالت
- اعذرني إن وصفت سؤالك هذا
بالغباء محمد أين انا الان؟؟ وماذا افعل؟؟ وهل تظن أني أكون هكذا مع كل عابر سبيل
يدخل البنسيون..
أُسقط في يدي فقد عاينت
بنفسي كم هي صارمة وما تفعله من قربها مني لابد انه له دلالة واحدة فقط.. حكت لي
لولا ما كانت قد حكته أوجيني عن زواجها من شمندي لم أخبرها بما حدث بيني وبين
أوجيني فلا اريدها أن تبتعد عني ولو للحظة واحدة وربما تتغير مشاعرها أن علمت ما
حدث بيني وبين أوجيني سابقًا.. حين حل المساء جلسنا نشاهد التلفاز سويا وقد اراحت
خدها على رجلي.. ثم التفتت فصار وجهها نحوي وهي تقول..
- أعرف أني بالنسبة لك
مغامرة لكني لا أستطيع أن أمنع نفسي من أن أخوضها وأعرف أنك سترحل ككل عابري
السبيل لكن هناك ما يدفعني لـ...
لم امهلها لتكمل جملتها
فانحنيت مازجًا شفتي بشفتها وعندما انتهت قبلتنا الاولي قلت مفكرا..
- اتعرفين أني أدفع عمري
مقابل أن اقبلك مرة أخري..
ردت ببداهة سريعة..
- وأنا اشتريت..
وقفزت لتقابلني وجها لوجه
وغبنا في قبلة طويلة وعندما ابتعدت شفتانا كنت أحتضنها حتى لتكاد تمتزج بجسدي
قضينا ما يقرب من الساعة في جلستنا تلك بعدها قالت
- إن الوقت تأخر وأنا سأخلد
للنوم..
أجبتها ضاحكًا
اعذريني إن مشيت وانا نائم
لأستلقي بجوارك..
لم تضحك وقالت..
- محمد أنا اثق فيك ثقة عمياء..
أحسست بالجد فى نبرتها فأجبتها
بدون تفكير..
وأنا احميك بروحي لوليتي..
أعجبها الاسم فابتسمت ثم
استلقت على السرير وسحبت الغطاء الرقيق.. ظللت اراقبها ساعة أو يزيد ثم غلبني النوم
فنمت.. في الصباح وبعد أن ارتدت ملابسها وارتديت ملابسي تذكرت رؤياي القصيرة وقلت
لها مازحًا..
- لولا عندي سؤال غير مناسب!!
ردت مباشرة..
- لا تسأله إذًا..
ابتسمت وقلت لها
- أن هناك أكثر من رؤيا قد
داهمتني من قبل كما حدث بالأمس..
بدت مهتمة فقلت..
- إنها تحدث منذ عدت إلى
السويس وهي عن حادثة حدثت لي عندما انهار عقار في السويس منذ سنة تقريبا..
اتسعت عينها في دهشة فسألتها..
- هل لديك قميص نوم قصير
بنفسجي اللون؟!
نظرت لي في عتاب قائلة..
- إذاً فالرؤية عن النساء..
حسنًا لتعلم أن كل النساء تقريبًا لديهم قميص نوم بنفسجي اللون..
قلت إن المرأة التي كانت مع
شمندي في الرؤيا كانت ترتدي قميص نوم بنفسجي قصير.. قالت بغير اكتراث
- هذا الخنزير!! إن نساء
العالم جميعًا لا يكفونه..
هنا خطر ببالي ان اسألها
فقلت
- هل لديك وشمًا بين كتفيك؟!!
ترنحت فجأة فكادت تسقط لولا
ان التقطها بين يدي هاتفا لولا ماذا بك يا جميلتي؟!
نظرت نحوي ومازال الذهول
يلف نظراتها قالت واهنه..
- ما هو شكل الوشم الذي
تقصده؟!..
رددت بسرعة..
- إن الذكري مشوشة ولكنه
يبدو وكأنه لفتاة عارية بين بتلات زهر ملونة
امتقع وجهها الجميل حتى
كساه لون أصفر فخفت أن يصيبها الاغماء فهتفت
- أرجوك لولا قولي لي ماذا يحدث..
خرج صوتها واهنا وهي تسألني
- هل كانت المرأة في رؤياك
مع شمندي على سريره..
- نعم كرجل وامرأة في وقت حميم..
انفجرت فجأة في البكاء
واحتاج الأمر إلى ربع الساعة حتى تتماسك.. قلت مستغربًا
- كل هذا من أجل شمندي..
نظرت لي معاتبة وهي تقول
- هل تعرف من هي المرأة التي
كانت بين أحضان شمندي في رؤياك!!.. انها.. أنها.. اوجيني..
نطقتها وانهارت باكية وتركتني
لذهول لم يدم إلا للحظات ثم تذكرت..
- نجلاء يا إلهي نجلاء..
هتفت..
- ما ماذا؟! تقول..
صحت..
- نجلاء سوف تذهب لشمندي
لتنفيذ الخطة اليوم وأنا قد أخبرت أوجيني بذلك.. يا إلهي نجلاء..
هاتفت نجلاء في سرعة فوجدت
هاتفها مغلقًا حاولت عدة مرات ولا نتيجة أصابني القنوط وانا اردد..
- ماذا فعلت.. ماذا فعلت.. يا
للمسكينة.. هيا بنا لولا ولنري ماذا سنفعل في هذه المصيبة.. اتمني ان تكون كل تلك
تخريفات واضغاث احلام هيا بنا وفى السويس يكون لنا شأن أخر..
نبهتني بأن أتأخر دقائق ولا
انزل خلفها مباشرة وأنها ستصعد للدور الاخير ثم تنزل بعد دقائق.. قلت إني سأنزل
مباشرة ويمكنها أن تلحق بي بالقطار.. نزلت للاستقبال دفعت حساب الوجبات وسلمت
المفاتيح ثم اسرعت لموقف السيارات كانت هناك سيارة متوقفة لم يكتمل ركابها بعد
أشرت للسائق أن يتحرك وسأتحمل باقي التكلفة وبينما بدا الركاب الثرثرة الملعونة
كنت احاول الاتصال بهاتف نجلاء بلا جدوي وصلنا السويس بعد ساعتين تحركت من فوري
نحو البنسيون وجدت أوجينى في الاستقبال اتجهت وبدون مقدمات نحو غرفة نجلاء وجدتها
خالية عدت ونظرت لأوجيني نظرة عتاب ولم تفاجئني دموعها التي اخذت تنهمر ببطيء من
مقلتيها توجهت إلى غرفتي وأنا العنها بهمس غير مسموع حتى لا ينتبه بقية نزلاء
البنسيون بعد دقيقة فتحت الباب ودخلت توجهت نحوها والشرر يتطاير من عيني ..
- نجلاء ماذا سيحدث لنجلاء
يا أوجيني..
- محمد ارجوك انت تعرف انه
رغمًا عني..
- ونومك مع شمندي أيضًا
رغمًا عنك..
- ماذا كيف عرفت يا إلهي..
- أجيبي أولا نجلاء هل وشيت
بها ايتها الخائنة..
صاحت:
- أرجوك محمد لو لم أفعل
واكتشفها كان سيدمر حياتي
لم اتمالك نفسي ولطمتها على
وجهها فسقطت باكية على سريري وهي ترجوني - محمد سامحني كنت أحمي لولا وآدم.. هذا
الحيوان شمندي قد أخبرني أنه سيخطف آدم من لولا كان سيحيل حياتها جحيما
عاجلتها قائلا ويكون الحل
هو أن تعاشري من كان زوج ابنتك ايتها الساقطة.. هتفت باكية:
- أرجوك لا تفعل بي ذلك لم
يكن أمامي حل أخر انه يعرف نقطة ضعفي وهي ابنتي ويعرف أيضا ان أوراقي في مصر مزيفة
ويستطيع ان يحرمني من ابنتي وحفيدي وحياتي في لحظة واحدة
صرخت رغما عني..
- هذا الكلب ماذا فعل
بنجلاء وكيف أنقذها من براثنه..
شهقت وهي تبكي بحرقة..
- محمد دعني أُثبت لك أنني
لست خائنة كما تقول سأعرف كل شىء وسأساعد نجلاء على الهرب لو كان قد أمسك بها
أرجوك أعطني فرصة..
قلت محتدًا
- لا يمكنني أن أثق فيكي
بعدا الآن
قالت وهي تكفكف دموعها
- سأثبت لك انني لست المرأة
التي تظن..
وخرجت من الباب مسرعة نحو غرفتها..
ظللت ادور في الغرفة كالأسد الحبيس لا اعرف ماذا أفعل سمعت صوتها من الخارج وهي
تقول لآدم وعم شعبان أنها ستغيب ساعتان.. تحاملت على نفسي لابقي تلك الساعتين في
انتظارها لم تزيد غيبتها عن ساعة ورأيتها تدخل الردهة أسرعت إلى غرفتي بعد دقائق
تبعتني ثم قالت
- لقد امسك بها ومعها
الجهاز الذي سلمته لها لقد ظن انها كانت ستزرع جهاز تنصت في بيته اقنعته نجلاء
بذلك وحبسها في مخزن الخشب على البر القبلي للقناة..
- حسنا هذه المعلومات تكفي..
- محمد إلى أين تذهب..
- سأفعل ما يجب على كل رجل
ان يفعل.. سأحرر نجلاء حتى لو دفعت حياتي ثمنا لها..
وخرجت من البنسيون كالعاصفة..
وصلت الى المكان الذي حددت فيه أوجيني مخزن الاخشاب.. كان المكان مكشوف تمامًا
وهناك على الأقل عشرة رجال حول الموقع بالإضافة إلى بناية من طابقين لا أعلم عدد
من بداخلها.. قررت أن أتحرك في الليل فاليوم محاق ولن يلحظ أحد حركتي في ملابس داكنة..
عدت للسوق واشتريت بنطالا من الجينز الأسود وقميص من نفس اللون واشتريت سلاح ابيض
مناسب علقته حول كاحلي واخر اخفيته بين طيات ملابسي وانتظرت حتى انتصف الليل.. تسللت
في خفة إلى الموقع لم يكلفني الرجلان على المدخل سوي بضع ركلات مكتومة.. كنت بعدها
اصعد درج المخزن مستعدًا للأسوأ.. ولكم كانت دهشتي عندما لم أجد سوي نجلاء البائسة
ملقاة على سرير قذر وتسألت في نفسي.. أين باقي هؤلاء الأوغاد.. عندما رأتني نجلاء شهقت في رعب فنظرت إلى
عينيها مباشرة فعرفتني رغم القناع تعلقت برقبتي كالمجانين وقد كان الكلام يخرج
منها متعجلا فلم افهم منها حرفًا.. ربت على ظهرها ثم قلت في خفوت نجلاء أهدئي أرجوك..
بصعوبة بدأت أتبين ما تقول.. لقد احتفظ شمندي بالجهاز.. الجهاز يعمل لقد وضعته على
وضع التشغيل قبل ان يمسك بي. هو لا يعرف ذلك.. الجهاز في مكتبه.. توقفت رغمًا عني
وقد لاحت على شفتاي ابتسامة.. يبدو ان الأمور ليست سيئة كما تبدو.. هيا بنا تبعتني
في صمت وخرجنا من المكان بسرعة.. قلت لها والآن ما العمل لا تستطيعي ببساطة ان
تعودي للبنسيون ورجال شمندي في كل مكان بالسويس.. الحل الوحيد هو ان تذهبي
للإسكندرية.. اعطيتها مفاتيح شقتي وخرجت بها مباشرة نحو موقف السيارات.. أخترت
سائقًا توسمت فيه الرزانة واخبرته ان زوجتي يجب ان تكون في الاسكندرية حالا لحالة
امها الحرجة.. كان الرجل متفهمًا فلم يستطرد في الأسئلة ونقدته أجرته مع زيادة
مناسبة تشجعه على الحركة فورًا.. ودعت نجلاء وطلبت منها ان تهاتفني من البيت حالما
تصل.. أمسكت ورقة العنوان فى يدها ووفرت من عينيها دموعها فودعتها وتحركت
مسرعًا...