Saturday, June 3, 2023

أوجيني - رواية فى حلقات مسلسة (الحلقة الرابعة)

في المساء دخلت نجلاء متسللة إلى الغرفة ترتدي بيجامة نوم رمادية اللون وخفان لهما راس ارنبان.. كان يبدو أنها كانت مستيقظة في انتظار تلك الزيارة وبدت على ملامحها الجدية.. استقبلتها في هدوء فجلست إلى الكرسي المقابل لسريري ضمت ساقيها ووضعت يدها فوقهما ثم قالت في خفوت..

- أرجو ألا اكون قد ازعجتك ولكن هناك تطورات مهمة..

لم اتحرك من مكاني فوق السرير ولكن قلت لها ان تحكي لي ما هو الموضوع.. تنحنحت قليلا ثم قالت لي وهي تتوسل

- أرجوك أستاذ حجازي هذا الأمر في غاية الخطورة وقد يكلفك حياتك ثمنًا له.. أرجوك أن تعدل عن الفكرة وتترك هذا الشمندي..

ابتسمت لها في لطف وقلت..

- هل هذا ما جئت من اجله يا نوجة..

ندت منها ضحكة قصيرة جذلا وقالت..

- بالتأكيد لا ولكن كان عندي أمل أن تتراجع عما في رأسك..

- أنت تعلمين أني لن أتراجع فهلمِ قولي لي ما هي المستجدات

قلبت يدها وقد علمت ألا مفر من استكمال الطريق الذي بدأناه وقالت

- هناك مشروع حي سكني خاص بمنتسبي القوات المسلحة سيقام فى السويس على أرض قاعدة جوية قديمة ويبدو ان شمندي مهتم بأمر هذا المشروع بشكل خاص.. وعرفت أنه سيقوم برشوة بعض الكبار ليحصل على حق تنفيذ المشروع الذي ستتجاوز قيمته الملياريّ جنية..

أطلقت صفيرًا قصيرًا رغمًا عني.. وأنا أسألها

- وهل يبلغ حجم أعمال عمر شمندي كل هذا المبلغ  

- لا أظن ولكنه يعرف جديًا كيف يستغل كل الفرص المتاحة..

قلت موضحًا:

- حسنًا نجلاء هذا كلام جميل.. ولكنى اريد بعض التفاصيل.. اسماء من سيرشوهم إن أمكن.. أي مستندات تشير الى تعاونهم معه.. رسائل اليكترونية أو مكالمات او حتى رسائل نصية..

- إن كل ما تشير إليه لابد أنه في جهاز الكمبيوتر المحمول الذي لا يفارقه ليلا أو نهارًا..

التمعت عيني وانا أُجيب..

- إذا هو من الغباء أن يحتفظ بمعلومات كتلك في جهاز كمبيوتر محمول حتى وان كان في أعمق خزائن الارض.. واستطردت:  

- نجلاء!! هناك مهمة لابد ان تقومي بها بأي طريقة ولكني سأخبرك بتفاصيلها عندما اعود من الاسكندرية؟؟؟

ردت بسرعة: 

- أي شىء تأمرني به سأنفذه على الفور..

ثم نظرت لي باستنكار قائلة:

- الإسكندرية ولماذا ستسافر الى هناك؟!

ابتسمت وانا اقول لها أنى هناك بعض الادوات المهمة التي احتاجها لتساعدنا في مهمتنا.. هنا خطر في بالى أن أسألها:

- نجلاء.. هل تعرفين أي شىء عن حادث ربما يكون قد حدث لشمندي مؤخرًا؟

 فكرت لدقيقة ثم قالت..

- حادث؟!.. ليس حادثًا بالمعني المفهوم ولكنه نجا من سقوط العقار الذي سقط في السويس منذ عدة شهور.. وهو نفس العقار الذي تحمل زوجي مسؤولية سقوطه في حين ان شمندي هو مقاول البناء الحقيقي.. ولكن يبدو انه لم يكن يعلم أن مهندسوه وعماله قد تعلموا منه الغش والارتشاء فكانت النتيجة انه ذاق وبال ما يصنعه في الناس ..

فكرت بصوت مسموع..

- وهل كان معه أحد عندما سقط العقار؟

ردت نجلاء:

- في الحقيقة لا أدرى فقد كان محظوظا للغاية فلم تصبه الا بعض الرضوض لكن رجاله نقلوه الي الفيلا التي له غرب القناة بعدها بوقت قصير.. لقد كانت حادثة كبيرة ولكني كنت وقتها مشغولة بأمر زوجي الذي خدعه هذا المحتال فلم أتابع الأخبار كما ينبغي..

هنا مالت بجذعها للأمام وهي تنظر في عيني مباشرة وتسالني

- وأنت أستاذ محمد ما سر اهتمامك بهذا الموضوع وكيف علمت به..

- مجرد فكرة جاءت على خاطري..

ثم اردفت والان لابد أن تعودي إلى غرفتك.. قامت من كرسيها وجلست على طرف السرير قائلة..

- هل مللت من جلستي بهذه السرعة..

قلت محتجًا..

- أبدا بالعكس انت انسانة لطيفة جدًا ولا اعرف كيف اشكرك على تعاونك معي

ردت في خفوت..

- ولكني انا التي لابد ان تشكرك على أقحام نفسك وسط تلك النيران من أجل أناس لم يمضي على معرفتك بهم سوى ايام..

كنت قد قمت من سريري متجها إلى المقعد الذي كانت تجلس عليه نجلاء منذ ثوان.. فقامت ثم واجهتنى قائلة:

- أنت رجل شجاع..

ثم اقتربت فلثمتني على خدي الايمن في رقة شديدة فنظرت لها ممتننًا.. بخجل خرجت من الغرفة.. فأغلقت الباب ورائها ثم اتجهت إلى سريري.. حاولت النوم ولكن انعكاس صورة شمندي في المرآة امامي ظل يتكرر امامي ساعة حتى وجد النوم طريقه إلى جفوني فنمت.   

استيقظت مبكرا جدًا في الصباح وضوء الشمس مازال لم يغمر الأرض بعد وأنا لا اصدق أن كل هذا حدث فقط في خمسة أيام قضيتها في هذا البنسيون.. وكيف اجتمعت كل تلك المصائب في مكان واحد.. هل سيكون من الفطنة أن أغادر ولا أعود.. لا لن أفعل.. سأساعد نجلاء وأوجيني وغيرهم ممن يقعون تحت سطوة شمندي هذا مهما كلفني الأمر.. خرجت قبل ان يستيقظ أحد من أهل البنسيون.. مررت بعم شعبان نائمًا كعادته.. كنت أعرف أن القطار المتجه للإسكندرية يغادر مبكرًا والمسافة إلى محطة القطار قصيرة نسبيًا.. أبتعت تذكرة للإسكندرية وركبت القطار الذي جاء في ميعاده تقريبًا.. اسندت رأسي على مسند الكرسي ويبدو انني استغرقت في النوم لأني استيقظت فزعًا بعدما مرت بي رؤيا غريبة.. كنت أري نفسي محاصرًا تحت أنقاض وأخشاب ومجموعة من الشباب يحاولون إخراجي من مكاني ميزتهم جميعًا بالرغم من أنى لم أرهم في حياتي من قبل فهذا حسن والأخر شعلان.. وهذا صبري أخو نجلاء.. كنت أري نفسي من موقعي محلقًا فوق الرؤوس واثنان من الشباب يحاولون إنعاش تنفسي وقلبي وبجوارهم تقف المرأة ذات الملابس البنفسجية وقد تدثرت بملاءة فضية اللون.. حاولت ان اتبين ملامحها من موقعي فوق الرؤوس فلم أستطع ثم شهقت بعنف وانا أسعل واختفت الصورة من امامي فجأة.. وصلت الاسكندرية بعد عدة ساعات.. وبينما انا في الطريق هاتفت فايز صديق طفولتي.. الذي كان شريكًا لي في كل مغامراتي الإليكترونية.. وبينما وجهني مجموعي لكلية التجارة كان هو أكثرنا حظًا فالتحق بقسم الحاسب الوليد بكلية الهندسة.. وها هو الأن قد أصبح مديرًا لقسم الحاسب بمؤسسة مرموقة.. أخبرته اني سأمُر عليه لأمر هام.. ثم توجهت إليه مباشرة.. دلفت إلى المبني المكون من ثلاثة طوابق ثم ارتقيت الدرج للدور الأول ودخلت إلي مكتبه مباشرة.. كنت منهكًا وكان يبدو عليَّ أثر السفر الطويل.. لكن فايز لم يمهلني فأمطرني بالتحيات وطلب غداء من طلبات التوصيل بمطعم قريب.. وهو ما حاولت أثناءه عنه بكل طريقة ولكن داء الكرم المتأصل عنده لا يستطيع أمهر الجراحين استئصاله.. استرخيت على أريكة جلدية مقابلة لمكتبه.. بعدها حكيت له عن موضوع الحاسب المحمول الذي أريد ان احصل على البيانات منه.. كنت اعرف ان تلك المعدات موجودة لديه بحكم تعاقد شركته في مجال تامين حاسبات مؤسسات حساسة في الدولة..  فلم يمضي سوى دقائق وكان جهاز صغير أشبه بالهاتف المحمول يرقد بين يدي وهو يشرح لي بسرعة كيفية عمله ثم أردف

- لكنه للاسف يا صديقي لا يعمل الا في مجال عشرون مترًا على الأكثر.. وتبعًا لحجم البيانات المطلوب نسخها فستحتاج إلى نصف ساعة على الأقل..

اخذت الجهاز ودسسته في جيبي ممتنًا ووعدته بإعادته بمجرد انتهاء الحاجة منه رد عليّ بسرعة..

-لا تشغل بالك فالجهاز قيمته منخفضة ولكن الحصول عليه هو الصعب في السوق المحلي..

تناولنا الغداء وثرثرنا كعادتنا في كل شىء.. استأذنته للعودة إلى البيت ولم يفت فايز أن يتفق معي على دعوة اخري للغداء أجلتها لحين الانتهاء من الموضوع الذي أعمل عليه.. بمجرد ان وصلت الي البيت نظرت نحو المرآة الكبيرة في صالة الجلوس فرأيت ملامحي المنهكة وتذكرت تلك الرؤي التي تطاردني.. هنا خطر على بالى أن أتصل تليفونيا بصديقي دكتور احمد الجوهري.. الطبيب النفسي وبعد السلامات حددت موعد لزيارته في عيادته هذا المساء.. تحممت واستلقيت في سريري حتي السابعة ثم انطلقت إلي عيادة الجوهري بكامب شيزار .. عيادة فاخرة أسسها والده الطبيب النفسي المشهور طه الجوهري وقد نجح في التأثير على احمد ليسلك مسلكه في مجال الطب النفسي وبعد تقاعده من التدريس بالجامعة صار مستشارًا نفسيًا لبعض الهيئات الأجنبية ومرجع لأحمد ليصبح واحدًا من أشهر الأطباء النفسيين في الإسكندرية.. دخلت العيادة فحييتنى سكرتيرة عشرينية متأنقة كأنها في حفل.. فقلت لها

- محمد حجازي.. عندي ميعاد مع دكتور احمد..

قالت بتلقائية..

- دكتور احمد أجل مواعيده هذا المساء من اجلك أستاذ حجازي.. تفضل هو في انتظارك..

ببطئه المعهود ورصانته المدهشة تحرك أحمد من مكتبه ليستقبلني عند دخولي من الباب وهو يحييني فابتسمت له بامتنان وانا اعاتبه على ألغاء مواعيده بسببي.. بادلني الابتسامة وهو يقول..

- نحن عشرة العمر وانت من اعز أصدقائي ولا أستطيع ان افعل ما هو اقل من ذلك من أجلك.. وإن كنت في غاية الدهشة لماذا انقطعت عن جلسات التأهيل التي بدأناها بعد الحادث..

هنا تجمدت في مكاني وأنا أسترجع من ذاكرتي أي شىء عن حادث يجمع بيني وبين الجوهري فلم أجد.. قلت له في حيرة حقيقة..

- أي حادث يا أحمد. عما تتكلم..

نظر لى مندهشًا للحظة.. ثم قال في تؤدة..

- فقدان ذاكرة انتقائي.. همم متوقع..

لم أكن في مزاج يسمح لي بالمزاح فلم أجد عبارة أرد بها عليه كما اعتدت كلما استخدم مصطلحاته النفسية المعقدة.. طلب مني الجلوس.. وكانت هناك أريكة من المخمل تبدو مريحة للغاية فجلست عليها..  ثم بدأ يسألني بهدوء أسئلة بسيطة عن صداقتنا وايام شبابنا وانا أرد بتعجب على اسئلته.. ثم فاجئني بسؤاله عن شهر ديسمبر من العام الماضي وهل أتذكر أي حدث مهم قد حدث لي في تلك الفترة.. هززت رأسي نفيًا فأعاد صياغة السؤال.. هل تذكر رحلة الصيد إلي رأس سدر التي قمت بها في شهر ديسمبر الماضي.. أجبته

- بالتأكيد فقد ذهبت انا وسامح و....

هنا أصابني صداع شديد في راسي تحول إلى ألم على جانبي رأسي.. وبدأت أتذكر بفزع وبلقطات متسارعة انهيار الفندق الذي كنا نسكن فيه انا وسامح شريكي في كل رحلات الصيد التي نذهب فيها إلى رأس سدر تذكرت يومها اننا لم نوفق بعدما حجزنا القارب إلى احوال جوية مناسبة ولم يوافق سامح على المبيت بالقارب حتى اليوم التالي لحين تحسن الأحوال الجوية.. فاضطررنا للقيادة إلى السويس والمبيت في الفندق الجديد في اول طريق الاسماعيلية.. وكيف اهتزت الجدران.. ثم لا شىء.. توقفت الذكرى عند تلك النقطة.. هنا سألني عما تذكرت فذكرت له التفاصيل.. قال لي وهو يدون شيئًا ما في مذكرة أمامه..

- لقد اخرجوك من تحت الحطام انت وسامح في اليوم التالي ولم يحالف سامح الحظ فتوفي مع الحادث أما انت فقد فقدت الوعي يا عزيزي خمسة عشر يومًا متصلة وبعد استقرارك في مستشفى هنا بالإسكندرية اتصل بي شقيقك وهو في غاية الهلع من تطورات في حالتك.. وعندما جلست مع الطبيب المشرف على حالتك أخبرني بوجود طفرات في قياساتك الحيوية مقلقة بالنسبة له فطلبت منهم تركيب جهاز خاص لقياس الاشارات العصبية راقبته بحرص مسجلًا جميع ما يأتينا به مخك فكانت النتيجة مذهلة.. فصك الأمامي كان يعمل بصورة كثيفة..

نظرت له مستفهمًا فقال..

- الفص الأمامي الذي يصفه العلماء بالفص الخامل وهو الذي ليس له وظيفة محددة مكتشفة حتى الآن.. ولكننا نظن وبشده انه مسؤول عن القدرات فوق العادية للعقل مما يعنى أن عقلك كان في حالة فوق عادية بصورة ما.. المهم أنك بعد الأسبوع الأول بدأت في ترديد بعض العبارات أثناء غيبوبتك وهو ما يعنى أنك كنت مستيقظا.. أو هذا الجزء من مخك كان مستيقظًا بصورة ما وقد قمت بتسجيل تلك العبارات لعلي أجد لها تفسيرًا عندما تفيق.. وقد ناقشنا هذا الموضوع في الجلسات التي تلت الحادث هنا في عيادتي.. فقد كنت أنت متأثرًا بشدة لوفاة سامح.. ثم توقفت عن الحضور إلي الجلسات فظننت انك بحاجة للراحة بصورة مؤقتة وعندما رأيت انك قد عدت إلي عملك وقد مضي علي هذا الموضوع ما يقترب من شهرين.. فضلت أن اترك عقلك يأخذ مساحة للتعافي من صدمة ما بعد الحادث.. ولكن يبدو ان عقلك يعمل بطريقة غريبة فها انت لا تذكر أي شىء عن الحادث.. في حين أنك تذكر كل شىء قبله وبمنتهي الدقة

كانت تلك المعلومات أكثر مما احتمل فأغمضت عيني في شدة وقلت له..

- أحمد يجب أن اخبرك بموضوع مهم جدًا.. منذ يومين تأتيني رؤي كأنها أحلام يقظة فأري نفسي في مكان ينهار ولكني أري معي امرأة وقد نظرت في مرآة المكان أثناء تلك الرؤية فرأيتني بشخص أنسان اخر اعرفه جيدًا..

قال مستفهمًا..

- من؟! من هو؟! قلت مباشرة.. شمندي..

هنا بدا عليه تجهم غريب وهو يقول..

- عمر.. عمر شمندي..

نظرت له في حيرة..

- كيف عرفت بقية الاسم؟  وشمندي هذا لم اقابله في حياتي ألا من ثلاثة أيام في مدينة السويس نفسها..

رد بسرعة وماذا كنت تفعل بالسويس..

- قلت له أني كنت أطمح ان أجد عندك جواب هذا السؤال.. فأخر ما اتذكره انني افقت لأجد نفسي على متن القطار المتجه ألي هناك..

نظر لي نظرة فاحصة ثم قام من مقعده وجلس بجواري على الاريكة.. وفي كراسته التي لا يتوقف عن الكتابة فيها كلما رأيته وجدته يشير إلى صفحة كاملة ملئتها عبارات منفصلة.. كان من بينها.. سأريهم من هو عمر شمندي.. ثم قال..

- لو أخبرت أي انسان غيري بهذا الكلام لظن أنك تحلم..

فتذكرت الحلم وقلت له أني رأيت نفسي مرة اخري بجسد هذا الشمندي وهناك محاولات لإخراجي من بين أنقاض مكان منهار وبالمناسبة فعمر شمندي واحد من ضحايا حادث انهيار لعقار بالسويس قد يكون نفس الفندق الذي انهار بي انا وسامح.. قال مبتسمًا:

- مدهش..

بدت على امارت عدم الفهم..

- ما هو المدهش يا عزيزي..

- نستطيع التأكد في التو أذا كانت هناك عقارات اخري قد انهارت في السويس في شهر ديسمبر..

وبعد بحث قصير على الانترنت تنهد احمد قائلا..

- النتيجة سلبية فقط الفندق الذي انهار بكما انت وسامح.. أذا فقد شاركك عمر هذا نفس الحادث وانت تتحدث عن رؤيته في وقت الحادث تقريبا..

- نعم هذا ما أظن انه حدث..

تنهد قائلا..

- ما نحن بصدده الآن يقع خارج عن نطاق المألوف يا محمد.. ولكنني أري أنك بصورة ما قد امتزجت ذكريات هذا الرجل وقت الحادث بعقلك.. وقد يكون هذا هو السبب المباشر لعودتك للسويس..

لم استسغ الفكرة لكني بدأت ألوكها بعقلي.. يبدو هذا منطقيًا إذا تتبعت نظرية دكتور أحمد.. بادرني متسائلا

- والآن ماذا تنوي أن تفعل.. هل ستعود إلي جلساتنا التأهيلية؟..

أخبرته أنني لا أدري ولكن هذا الحادث قد فتح أمامي بوابة مهمة أظن ان عليّ أن أنجزها أولا.. أكد على كلامي قائلا..

- لا شىء يحدث مصادفة يا عزيزي.. بقي شىء أخير يا محمد..

- ما هو؟!..

- هل شمندي هذا شخص صالح؟!

هززت رأسي نفيًا.. فقال

- وعندما تري نفسك في صورته.. هل تشعر أنك هو بشخصه..

- لا أشعر أنى محمد حجازي لكني في هذا الجسم..

رد قائلًا إذا فهو فيض عقلي مؤقت..

تنهد تنهيدة ارتياح وقال:

- محمد اظن الرؤي ستعاودك.. فقد تحرر شىء ما من عقل هذا الرجل ووجد فيك مستقبلا مناسبًا فولج في عقلك.. أرجو منك الحرص..

شددت على يده شاكرًا في سلام حار وانا اغادر. وتوجهت إلى البيت.. في الصباح كنت على متن القطار المتجه إلى السويس وهذا المرة لدي خطة كاملة بما سأقوم به في الأيام القادمة. 

No comments: