ابتسمت أمال وهي تسألني..
- حامد ان كل العاملين تقريبا يعرفوك.. كأنك واحد من ملاك المطعم
ولست زبونًا..
ابتسمت وانا أقول لها انها واحدة من عيوبي فما ان أجرب مكانا واجده
مريحا الا واستهلكه تماما..
ضحكت في بساطة وقالت انها واحدة من صور التعلق وهي إحدى صور الإنسان
العاطفي..
نظرت لها أتأمل ملامحها المثالية أنف مدبب وعينان واسعتان وشعرها
الأصفر المصبوغ حديثا ينسدل على كتفيها وظهرها في عفوية وغرته تداعب جبينها بلطف
وشفتيها المكتنزتان وخاصة الشفة العلوية التي تبدو شهية للغاية بعدما صبغتها
باللون الأحمر الداكن الذي يلائم تنورتها ذات اللون الأحمر القاني وبلوزتها
البيضاء التي تشف عن ملابس داخلية مختارة بعناية ...لطالما كانت أمال ومنذ التقينا
في عيادتها وانا اصحب واحدة من صديقاتي نموذج للمراءة الأنيقة التي تهتم للغاية
بالتفاصيل، وكيف لا وهي البارعة في الطب النفسي وها هي لم تتجاوز نهاية العقد
الثالث وقد اصبحت واحدة من اهم الأطباء النفسيين في مدينتنا الكبيرة. نظرت نحوي
وابتسمت عندما رأتني أتأمل ملامحها وقالت
- تتفرس في ملامحي وكاننا نتلاقى لأول مرة.. منذ متي ونحن نعرف بعض.. سنتين؟!
قلت مسرعا
- مخطىء يا عزيزتي من يجلس أمام مثل هذا الجمال ولا تستمتع حواسه برؤياه وعلى كلّ فإن كل الشكر لعالية فقد كانت هي السبب في ان القاكِ لأول مرة وما
بعدها..
بدت حمرة الخجل فى وجنتاها وقالت في سرعة
- صحيح ذكرتني عالية. لم تزورني منذ فترة كيف حالها الان..
ابتسمت وانا اربت على يديها واستمتع بملمسها الناعم..
- أنت طبيبة ماهرة أمال وعالية أفضل كثير حاليا..
قالت متسائلة
- هل مازالت مع صلاح؟
- نعم مازالت معه لكنهم فعليا منفصلين منذ مدة.. عندما اخبرتني
حاولت ان أكون حيادي ولا اعبر عن ارتياحي.. لم أحب صلاح في الحقيقة ومنذ اللحظة
الاولي التي عرفتني به.. احسست انه سيكون سببا للمشاكل على الرغم من ثقافته
المنفتحة وتربيته الغربية..
استأذنت أمال لتعدل من زينتها.. فهززت راسي بمعني بكل سرور وانا أقول
في نفسي يبدو ان السيدات والفتيات سواء يستخدمن نفس العبارة إذا رغبن في دخول
الحمام على الرغم من انها عبارة مكشوفة جدا.. فزينة أمال نموذجية تقريبا ولكنها
طريقة تعبر عن التهذيب واللطافة وهو امر لا يمكن أن يكون هناك من ينزعج منه.. نظرت
نحو البحر وسرحت أفكاري في اليوم الذي قابلت فيه عالية لأول مرة.. كم مر من الوقت
على هذا اليوم خمس سنوات تقريبا او أكثر.. تقابلنا في دار الأوبرا كانت بصحبة
هويدا ويبدو انهما كانتا هناك بطلب من عالية لأني اعرف هويدا جيدا وهي ليست واحدة
ممن يحضرون لدار الاوبرا لمشاهدة الاعمال الفنية او العروض المسرحية.. وقتها صاحت
هويدا بإسمي بطريقة لا تناسب المكان ابدا فابتسمت وانا اضع إصبعي على شفتي أمرا
أيها ان تخفض صوتها فأطلقت ضحكة عالية وهي تهز رأسها ان حسنًا حاضر والتفتت نحو
عالية وقدمتني لها..
- أعرفك يا عالية حامد الذي كنت حكيت لك عنه..
نظرت نحوها غير مصدق.. هل انت انسانة طبيعية وهل هذه طريقة لتقديم
الناس.. ابتسمت عالية وقتها وقالت اسمها مباشرة
- عالية تشرفت أستاذ حامد وارجوك لا تنزعج من هويدا فأنا اعرفها
جيدا وهي فقط تحب المزاح..
قضينا السهرة في الأوبرا وكان البرنامج يتضمن عرضا من المسرح
التجريبي وندوة للمخرج.. والمسرح التجريبي يقوم في الأساس على فكرة ان تقوم بكتابة
أي شيء بصورة مطلقة سواء كان الموضوع مهم او تافه قصير او طويل ثم تستخدم البشر
والمؤثرات الصوتية والضوئية والحركية في جعلهم يؤدونه على المسرح كيفما اتفق..
وللأسف كان حظنا في عرض للمخرج علاء ناصف الذي اشتهر باتجاهاته الخيالية ولم نسلم
من لسان هويدا التي أجلستني في المنتصف وجلست على طرف المقاعد ليسهل عليها الحركة
للذهاب للحمام كما أعلنت وبمنتهى الوضوح منذ بداية العرض.. بدأت هويدا في إطلاق
التعليقات منذ اول لحظة في العرض.. الذي افتتحوه بفتاة تجري على المسرح الكبير
لدار الاوبرا وهي ترتدي زيا مطاطيا يغطي جسدها بالكامل وبدت وكأنها لا ترتدي اسفله
أي شيء لان صدرها وردفيها كانا يهتزان في عنف وارتمت على الأرض في وضع مسطح ثم
تبعتها أربعة فتيات في زي لم يقل عن زي الفتاة الاولي في كشف تفاصيل اجسادهن
ومنحنياتها وبعد قليل دخل على خشبة المسرح رجل يرتدي زي مينوتور أي نصفه انسان
ونصفه ثور وطاف بأرجاء المسرح والفتيات يتمسحن في جسده القوي.. كان مشهدا عجيبا
وان كان ممتعا للغاية لان الفتيات كن متناسقات بأجسام فتية وجميلات والمشهد يبدو
كلحن يعزف بالأجساد.. هذا بالطبع من وجهة نظري ولكن هويدا ولسانها السليط رفضا ان
يتركاني استمتع بالنغمة المرئية فانطلقت تعليقاتها اللاذعة وهي توجهها لعالية التي
كان الخجل ظاهرا على وجنتيها المكتنزتان.. عرفت الان لماذا انت حريصة على العروض
المسرحية يا حبيبتي.. سكتت برهة ثم ابت ان تمرر المشهد التالي الذي كان عبارة عن
شبكة حديدية نزلت من اعلي المسرح ثم بدأت مجموعة من ثمانية فتيات تقريبا بذات الزي
الكاشف يتسلقن الشبكة وهن يولين ظهرهن للجمهور ومن امامهن من الطرف الاخر ثمانية
شباب يتسلقن أيضا وتتلاقى اجسادهن تفصلها الشبكة الحديدية في مشهد بدا انه تجسيد
للحواجز النفسية بين الرجال والنساء ولكن بالنسبة لهويدا فقد كان هذا وعلى حد
تعبيرها أفضل من مشاهدة فيلم جنسي مثير.. هنا طفح الكيل فأمسكت يدها وضغطت عليها
وقلت في اذنها..
- هويدا أرجوكِ إذا كان الامر يقتصر عليّ انا فأنا لا يهمني
تعليقاتك تلك ولكن ارحمي صديقتك التي ستموت من الخجل على الجانب الاخر..
استجابت أخيرا وتوقفت عن التعليقات واستمر العرض لتسعون دقيقة اخري
من الصور البصرية والضوئية والموسيقية لكن والحق يقال كانت جرعة المثيرات في هذا
العرض كبيرة حتى ان الشباب نفسهم ارتدوا أزياء كانت تبين اعضائهم الذكرية بوضوح
وفي بعض المشاهد كانت الفتيات يحتسسنها بشكل غير مباشر وكان هذا كثير في الواقع
مما جعل الكثير من رواد المسرح يتسللون خارجين حتى لم يبقي الا عدة مقاعد متفرقة
منها نحن الثلاثة.. بعد انتهاء العرض وبداية الندوة توجهنا الي لوبي الاوبرا نحو
كافيتريا صغيرة اعرفها جيدًَا.. قدمت للفتاتين كأسين من العصير وطلبت لنفسي قدح من القهوة وجلسنا.. بدأت حديثًا وانا اناقش عالية في العرض والصور التي قدمها.. أما
هويدا فقد ضحكت ضحكة رقيعة وهي تقول
- صور.. أي صور...هؤلاء حفنة شباب يحتاجون فقط غرفة ليطلقوا العنان
لرغباتهم الجنسية..
نظرت لها محذرا.. فأخرجت واحدة من سجائرها وقبل ان تشعلها طلب منها
العامل ان تتوجه لمنطقة المدخنين فقالت
- حسنا.. حسنا.. سأترك لكم المكان كله
ثم قامت نحو منطقة المدخنين وتركتني وعالية.. كانت لعالية ملامح
طفولية رائعة وجه ممتلئ بلطف وشفتان مكتنزتان وجسم ملفوف يميل للامتلاء ترتدي
فستانا واسعا لم يبين شكل جسدها بوضوح وشعرها بدا ناعما وهو يخرج من مقدمة
الايشارب الذي لفت به رأسها.. بدت مثقفة الي حد كبير وتتابع الاخبار الثقافية
والفنية.. تجاذبنا أطراف الحديث فترة قبل ان تأتي هويدا مسرعة وهي تقول في عجلة..
- عفوا يا عالية انا مضطرة ان ارحل الان.. موضوع طارئ جدا
قمت بسرعة اقول لها
- سأوصلك ما هو الأمر..
- أهدا يا عزيزي.. انه اخي اتصل بي واختلفنا كالعادة ويريد ان
يأخذني لاجتماع العائلة عنده في البيت وقد حلف بالطلاق ان لم اذهب ألا أزور بيته
مرة اخري.. كلام فارغ ولكن ما حيلتي لا اريده ان يطلق امرأته فهي والشهادة لله
أمراءه جميلة وجسمها جميل وهناك شامة على...
هتفت فيها
- هويدا ارجوكِ.. اذهبي.. هل سيأتي اخوك ليأخذك؟
- نعم هو عند الباب تقريبا عفوا يا عالية.. سأتركك مع حامد يمكنكما
ان تستكملا حديثكما ولا تخافي حامد صديقي من زمن طويل وانا اثق فيه أكثر منك..
نظرت عالية للأرض بخجل وهي حركة تكررها كلما أطلقت هويدا واحدة من
قذائفها.. رحلت هويدا وتركتنا وقد تخوفت ان يكون الجو مشحونا ولكن على العكس تماما
فبعد رحيل هويدا انطلقت عالية في الحديث بأريحية أكبر وتبادلنا ارقام الهواتف
وبعدما قمنا لنمشي في صحن المبني الكبير عرضت عليها ان اوصلها فوافقت بابتسامة
لطيفة.. نزلت عند مدخل بيتها الذي كان عمارة كبيرة في منطقة راقية وهي تقول إنها
سيسعدها أن نلتقي في وقت قريب.. وقد كان..
هناك دوما شيئا ما يجذبني نحو الفتيات الممتلئات.. شيئًا ما في شكلهن
في صوتهن في اسلوبهن.. دائما ما كنت أقول لنفسي ان السبب انهن يعرفن انهن ممتلئات
وفي عالم قد وصف حدود الجمال بالرشاقة فهن خارج هذا المنافسة ولكن الحال لم ينطبق
على عالية ففي المرة التالية التي رايتها فيها خرجنا لمهرجان الكتاب الذي كان في
المعرض الكبير وقد حضرت بزي رياضي ضيق وقد أطلقت شعرها وقد بدت منحنيات جسدها
الواضحة والتي بدا ان البزة الرياضية تحتويها جيدا تبرز رشاقتها مما جعلها في نظري
جميلة للغاية بل ومثيرة الي حد كبير.. قضينا هذا اليوم وغيره سويا بدون ازعاج
هويدا والتي كانت تقول لي من وقت لأخر أن عالية تحكي لها على كل شيء.. فأكتفي بأن
اهز اكتافي وأقول
- وإذا لم تحكي هي سأحكي انا لا تقلقي..
تعددت لقاءاتي وعالية وبدا ان هناك علاقة وطيدة تتكون بيننا.. كنت
معجب ببساطتها وجمالها الطفولي واهتماماتنا المشتركة وكانت هي تعبر مباشرة عن
رغبتها في صحبتي.. في أحد الأيام كنت أقيم حفلا صغيرا مقصورا على أصدقاء العمل في
شقتي وقد دعوت هويدا وعالية وقد حضرتا مع الأصدقاء وكانت ليلة لطيفة للغاية وبدأ
المدعون في الانصراف واحسست ان عالية تستبقي نفسها.. وانصرف الجميع عداها وقد عبرت
عن إصرارها ان تساعدني في تسوية وضع الشقة التي انقلبت رأسا على عقب بعد الحفل
فأخبرتها ان هناك من يساعدني من الشغالات وأنها لا يجب عليها ان تتعب نفسها فأبت..
مما عرفته عن عالية أنها رياضية جدا وقد صحبتها عدة مرات للنادي الرياضي بحيهم
الراقي ورأيتهم وهي تمارس رياضة كالجري وتمارين الإحماء السريعة والتي بدت لا
تناسب جسمها المكتنز فكانت صورة مثيرة للغاية بالنسبة لي احببتها وجعلت تعلقي بها
يزداد.. بدأت تتحرك في سرعة وتأخذ الأطباق للمطبخ وانا اساعدها بكل جدية وان بدا
عليّ الإرهاق بعد اليوم الطويل.. كانت تتحرك بسرعة وكانت علاقتنا قد تطورت الي بعص
الملامسات الخفيفة وحينما كانت تمر أمامي كنت عفويا امد يدي اتلمس جسمها اللدن
فتطلق اهه خافتة وهي تقول في جدية
- حامد ارجوك دعنا نرتب المنزل
بعد نصف ساعة تقريبا بدا ان اجتياح التتار الذي كانت عليه الردهة
الكبرة قد بدأ يزول ولكني كنت في حالة غريبة من الاثارة والشغف بعالية التي كانت
بالمطبخ ترتب بعض الاطباق فلحقتها ومررت يدي على فستانها الضيق الذي يرسم حدود
جسها بحرفية شديدة استسلمت للمساتي ولم تمنعني فاقتربت منها واحتضنتها وعرفت وقتها
لماذا اميل لها فقد كانت دافئة لدنة اعطتني إحساسا بالنشوة قلما عرفته وقد بدا ان
ليلتنا تلك سيكون فيها ما هو أكثر من ذلك.. وعندما قبلتها ونظرت في عينيها رأيت
موافقتها.. فانتقلنا الي حيث يمكننا ان نستمر فيما نفعله.. كانت مقدماتنا لطيفة
وسلسة وكانت هي تتصرف بعفوية شديدة ولم تبد التحرج المبالغ فيه كامرأة في مرتها
الاولي مع رجل ولكنها تركت لي زمام الأمور كنت متوقا لجسدها الذي طالما اثارني..
وقد منحته لي بكامل ارادتها.. فكانت طيعة في يدي بكل المعاني.. بعد سجال بدا
عنيفًا وان ظننت انه لم يكن كذلك استلقت بجانبي محتضنة اياي من ظهري ولم تمر دقائق
حتى كنت قد سقطت في نوم عميق.. صحوت في اليوم التالي فوجدتها قد استيقظت واعدت
إفطارا خفيفا.. نظرت نحوي تسألني..
- ألن تسألني.
قلت في بساطة وبشكل مباشر
- لا.. انت جميلة وانا أحببت الوقت معك جدا ولا اريد أفسد هذا
الجمال بأي سؤال ليس في محله..
رأيت في عينيها نظرة اعجاب بكلماتي.. فأحسست بالسعادة لأني اخترت
الكلمات المناسبة.. ولكنها قالت
- لكني سأحكي لك بالتأكيد ولكن ليس الان حتى لا تتأخر على عملك..
تقابلنا بعدها في زيارة لحدث اجتماعي في المكتبة الكبيرة وبعد
انتهاءه عادت معي للمنزل اعدت كوبين من الشاي وخرجنا نجلس في الشرفة المطلة على
الحديقة الواسعة.. جلست وهي تقول
- حامد اريد ان احكي لك الان..
نظرت نحو عينيها السوداوين وانا أقول
- وانا كل إذان صاغية يا عزيزتي.. قالت
- كما لاحظت حامد فأنا من اسرة ثرية الي حد كبير توفي والدي وانا
طفلة صغيرة وترك لي ولأمي ثروة كبيرة وقد تولى رعايتنا خالي الذي كان لم يتزوج
وقتها.. كان عمري ربما أربعة عشرة او خمسة عشرة سنة تقريبا.. وامي مشغولة
بصديقاتها والنادي ومواعيدها الكثيرة.. كنا أثرياء وكنت مختلفة عن الفتيات من
حولي.. كنت أرى نظراتهم لي ولطريقة اختياري لملابسي المختلفة وكان هذا بشكل ما
يشعرني بالأهمية والسعادة.. بالمناسبة فأنا لم أكن ممتلئة في ذلك الوقت..
ابتسمت.. وهي تردف
- ولكني كنت كأي فتاة عندي فضول كبير لاكتشف واعرف.. وكان خالد هو
اول شخص استطعت ان احاوره.. تعرفت عليه في المرحلة الثانوية.. وكان يكبرني بعشر
سنوات على الأقل.. فبدأت اسأله عن كل شيء وأي شيء.. فكان يجاوبني في لطف ويعرفني
ما خفي علي.. كان موسوعي بمعنى الكلمة.. اعجبني الوقت الذي كنا نقضيه في شقة عمه
المهاجر لأمريكا منذ زمن والذي يحتفظ بنسخة من مفتاحها صنعها خفية عن مفتاح أبيه..
كان الوقت معه لذيذ لدرجة أنى تمنيت ان اقضي معه كل ساعة وكل يوم ولكن خالد كان
واضحا وافهمني ما يحيط هذا الموضوع من عادات وتقاليد وغيرها وكنت فطنة وعرفت ان
تلك المتعة لابد وان يأتي معها كتمان..
هنا نظرت عالية في عيني لتري رد فعلي على حكايتها ولكني كنت متيقظا
ومستعدا لهذه النظرة.. فهي تحكي لي عن سر اسرارها ولا يمكن ان اجعلها تشعر بأي إحساس من
الضيق او الانزعاج مهما كان بسيطا.. فأوليت لها كل أحاسيسي استمع لها بمنتهى الصدق
والشغف.. أكملت وهي تلقي بشعرها خلف ظهرها..
- كانت كخطوات سلم كلما صعدت درجة تطلعت للدرجة التي تليها.. لم
يمر وقت طويل حتى بدأت علاقتنا تأخذ منحي جديد.. كان خالد هو الشريك المثالي
للحياة من وجهة نظري.. لكني كنت طفلة ففي النهاية وبعد عدة سنوات من معرفتي به والتحاقي
بالجامعة تعرف هو على شاهيناز التي أصبحت زوجته فيما بعد.. وهي سيدة لطيفة وجميلة
بالمناسبة ولكن حياتهم العائلية - لو تفهم ما أعنيه - ليست على ما يرام.. واظن
انني انا السبب الرئيس لهذا الموضوع.. خلال تلك السنوات كنت أنا وهو على وفاق تام
ولم نختلف ولا مرة واحدة كنت مطيعة تماما وكان هو حنونا لأقصي درجة.. تنهدت عالية
تنهيدة عميقة وهي تكمل..
- كنت في السنة النهائية بالجامعة عندما تزوج وقد تفاهمنا نحو
طبيعة علاقتنا واتفقنا ان تكون من أجمل ذكرياتنا لان فرق المستوى الاجتماعي والسن
بيننا قد قضى على علاقتنا بالانتهاء الحتمي.. خلال تلك السنوات كان خالد حريصا جدا
على عذريتي ولم يتمادى ولو لمرة واحدة.. تعرفت بعدها على عدة اشخاص لم يوافق أحدهم
رغباتي واسلوبي غير واحد كان للأسف متزوجا ولكنه كان معجبًا بي للغاية وطبيعة
رغباتي كانت تثيره أيضا ولكن زوجته علمت بأمرنا بعد سنتين تقريبا وقد اختار اسرته
في النهاية ومن وقتها لم اقابل شخص متوافق معي حتى قابلتك وكان بيننا ما تعرفه..
نظرت نحوها في حنان وقلت
- يبدو ان حياتك كان فيها منعطفات شديدة عالية ولكنك هنا الان..
ويجب ان تفكري في المستقبل..
قالت فيما بدا انها عصبية..
- حامد انا محتارة جدا.. لماذا أنا مختلفة.. ولماذا أميل لكبار
السن بهذا الشكل..
قمت وجلست بجوارها وربت على كتفها واحتضنتها وقلت
- لا تقلقي مهما كان الأمر سنتخطاه بالتأكيد سويا..
دفنت نفسها في حضني لمدة حتى احسست انها نامت فأخذت بيديها وارقدتها
على السرير.. وانتقلت للبهو الكبير واخترت كنبتي المفضلة فاستلقيت عليها حتى
الصباح..
لم يمض على تلك الأوقات الجميلة الوقت الكثير فقد اضطرت عالية للسفر
لوالدتها في فرنسا لمدة سنة تقريبا وفي هذا الاثناء انشغلت انا أيضا بعملي وامور
أخرى.. وعادت عالية بعدها واتصلت بي وتقابلنا.. كانت حريصة في كلامها وهي تخبرني
عن صلاح الذي عرفتها امها عليه في فرنسا والذي بينهما الان مشروع زواج ولكن اذني
لم تخطئ نبرة اشتياقها ولكني كعادتي في موقف كهذا اترك الدفة في يد الشخص الاخر
لأني أحس ان دوري في حياته سيحدده هو وانا اعطيه هذه الميزة راضيا مطمئنا.. بعد
وقت قصير تم زفافهما.. ولم تهاتفني عالية الا بعد شهرين تقريبا وطلبت مقابلتي ثم
حكت لي عن علاقتهما وكيف ان صلاح يجاريها ولكنه غير مهتم بحياتهما الشخصية حقيقة
وأنها مكتئبة وتشعر انها غير سوية لأنها تراه وبرغم تقاربهما في السن أخرق ولا
يصلح لتحمل المسؤولية.. هنا قفز اسم الدكتورة أمال شلبي في ذهني وهو الذي أخبرني
عنه سمير عندما زارها مع ابنة أخيه التي تعاني من اكتئاب ما بعد الانفصال
العاطفي.. زرناها سويا انا وعالية وقد أصرت عالية بشكل غريب ان احضر معها جلسة
الاستماع التي تخصصها الطبيبة لان تحكي المريضة عن اسباب زيارتها وبعد عدة زيارات
بدأت عالية تتحسن بشكل كبير في تقبل طبيعتها ونفسها.. بل وبدأت تتفهم ابتعاد صلاح
عنها لاختلاف شخصيته عنها وكان من حسن الحظ انني وامال صرنا صديقين.. توقف سيل
الذكريات مع رجوع امال من الحمام.. نظرت تحوي وهي تنبهني..
- اين كنت غارقا في افكارك..
قلت لها
- كنت أفكر في اول لقائنا وعالية..
ابتسمت هي تقول
- اتعرف يا حامد.. لقد قابلت حالات كثيرة جدا وعالية ليست بدعا
منهم ولكنها مختلفة لحد كبير.. مختلفة من ناحية انها استطاعت زرع فكرة في مخيلتي
أصبحت تراودني بشكل يومي وانا الطبيبة النفسية المحنكة ولكني كأي نفس بشرية زرع
الأفكار بها وارد..
ابتسمت وانا اعرف ما ترمي اليه وقلت
- في هذه الحالة يا عزيزتي سيكون سعيد الحظ للغاية من تختارينه
لاستكشاف هذا الجانب من شخصيتك..
ابتسمت ابتسامة عريضة وهي تقول لي
- سندع ذلك لوقته ولكن هيا بنا سنتأخر على ميعاد السينما..
قمت ونقدت النادل الفاتورة وثنيت ذراعي فتعلقت امال فيه في بساطة
وخرجنا سويا...
***
No comments:
Post a Comment